مع استمرار التضخم في الضغط على الميزانيات وارتفاع تكاليف المعيشة، قد يجد المانحون أنفسهم يعيدون تقييم كيفية ومقدار ما يمكنهم تقديمه للقضايا التي يهتمون بها. في الوقت نفسه، تشعر المنظمات غير الربحية بآثار الظروف الاقتصادية المتغيرة والغموض الذي يكتنف التمويل الفيدرالي، لذا ستحتاج إلى الاعتماد على المتبرعين الأفراد أكثر من أي وقت مضى. إذا كان الكرم من صميم قيمك ولكن حالة عدم اليقين المالي تدفعك إلى تقييم عطائك الخيري، فإليك بعض الاستراتيجيات التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار:
تحديد أولويات مواءمة المهام
عندما تكون الموارد محدودة، ركز تبرعاتك على المنظمات التي تتوافق مهامها مع قيمك بشكل أكبر. فبدلاً من توزيع التبرعات على العديد من القضايا، فكّر في تركيز دعمك على عدد قليل من المنظمات غير الربحية أو صناديق مؤسسة المجتمع التي تتوافق بشكل وثيق مع ما يهمك أكثر من غيرها وتمنحهم عاماً بعد عام. لا يؤدي ذلك إلى تضخيم تأثيرك فحسب، بل يساعد أيضًا المنظمات على وضع استراتيجيات أكثر فعالية بتمويل يمكن التنبؤ به.
التحول إلى العطاء المتكرر
استفد من خيارات التبرع الشهري أو ربع السنوي عبر التحويل الإلكتروني للأموال (EFT) أو بطاقة الائتمان. إنها طريقة سهلة لجعل العمل الخيري جزءًا من ميزانيتك، كما أنها توفر للمنظمات غير الربحية تدفقًا موثوقًا للإيرادات. إذا كان لديك صندوق تبرعات موصى به من المانحين (DAF) في مؤسسة المجتمع، يمكنك إعداد منح متكررة أيضًا.
تعظيم المزايا الضريبية
يمكن أن يساعد التخطيط الضريبي الذكي في تعويض تكلفة العطاء. استكشف خيارات مثل صناديق DAFs أو هدايا الأسهم المقدرة أو التوزيعات الخيرية المؤهلة (QCDs) من حسابات التقاعد. يمكن أن توفر هذه الوسائل مزايا ضريبية بينما تدعم أهدافك الخيرية.
ابق متفاعلاً ومطلعاً
تواصل مع المنظمات التي تدعمها. احضر الفعاليات وتطوع بوقتك واقرأ النشرات الإخبارية وتابعها على وسائل التواصل الاجتماعي. واكب احتياجات المجتمع باستخدام موارد مثل
إعادة التقييم بشكل دوري
تتغير الظروف الاقتصادية وكذلك يجب أن تتغير استراتيجية العطاء الخاصة بك. اجعل من عادتك مراجعة مساهماتك الخيرية كل بضع سنوات. فكر في المنظمات التي استفادت من دعمك بشكل أكبر وما إذا كان وضعك المالي يستدعي إجراء تعديلات. قم بتضمين العطاء الخيري في محادثاتك مع مستشارك الضريبي أو مخططك المالي. يضمن لك هذا النهج الاستباقي أن يظل عملك الخيري مستداماً وفعالاً.
كيف تؤثر الظروف الاقتصادية على القطاع الاجتماعي؟
يضرب التضخم المنظمات غير الربحية بضربة مزدوجة: ارتفاع التكاليف وتقلص الإيرادات. فعلى عكس الشركات الربحية، لا تستطيع المنظمات غير الربحية رفع الأسعار ببساطة لتعويض النفقات. فهي تعتمد على التبرعات والمنح والعقود التي غالباً ما تظل ثابتة حتى مع ارتفاع تكاليفها التشغيلية. وفقًا للاستطلاع الوطني الذي أجراه صندوق التمويل غير الربحي لعام 2025، فإن 84% من المنظمات غير الربحية التي تحصل على تمويل حكومي تتوقع تخفيضات في النفقات، و36% منها أنهت عام 2024 بعجز تشغيلي – وهو أعلى مستوى في عقد من الزمن (صندوق التمويل غير الربحي، 2025 https://nff.org/learn/survey). على الرغم من أن بعض المانحين يفضلون عدم دعم التكاليف العامة أو نفقات التشغيل، وبدلاً من ذلك ينجذبون نحو العطاء البرنامجي، إلا أن هذا وقت حرج للتركيز على دعم البنية التحتية للمنظمات غير الربحية من خلال التبرعات غير المقيدة.